البعض كتب ومنهم النجم أبوتريكة تويتة من ايام أن مصر محفوظة!!!!
وهو كلام عاطفى يفتقر للعلم والتاريخ والواقع..
والحقيقة أن تاريخ الوباء والطاعون بمصر تاريخ ملئ بالأحزان والمصايب والأحداث المرعبة
والتقدم الصحى الذى حدث فى الخمسين عام الأخيرة تسببت فى منع انتشار الأوبئة إلى قدر ما ولكن لم يمنعها مطلقا
وجاء فيروس كورونا ليعيد الذاكرة للتاريخ الحزين للوباء فى مصر ويعيد نظرات الخوف والرعب من شبح الموت القادم
مثال: فى عامي (1347- 1349) نزل الوباء القاهرة وحولها إلى مدينة أشباح، وصفها المؤرخ المقريزى بقوله: "أضحت خالية مقفرة لا يوجد في شوراعها مار، بحيث يمر الإنسان من باب زويلة إلى باب النصر، فلا يرى من يزاحمه لكثرة الموتى والاشتغال بهم، وعلت الأتربة الطرقات وتنكرت وجوه الناس، وامتلأت الأماكن بالصياح فلا تجد بيتًا إلا وفيه صيحة، ولا تمر بشارع إلا وفيه عدة أموات، وصارت النعوش لكثرتها تصطدم والأموات تختلط، ويقال بلغت عدة الأموات في يوم واحد عشرين ألف، وأحصيت الجنائز بالقاهرة فقط في شهري شعبان ورمضان بتسعمائة ألف، وعدمت النعوش وبلغت عدتها ألف وأربعمائة نعش، فحُملت الأموات على الأقفاص وألواح الخشب، وصار يُحمل الإثنان والثلاثة في نعش واحد على لوح واحد".
حتى وصل الأمر أن المقريزي قال :أن الزروع حين أتى وقت حصادها ولم يتوافر لها من يقوم بحصادها، فخرج أصحابها من الجنود وغلمانهم لينادوا: من يحصد ويأخذ نصف ما يحصده؟ فلم يجدوا من يساعدهم في ضم الزروع، فدرسوا غلالهم على خيولهم وذروها بأيديهم وعجزوا عن كثير من الزرع فتركوه
.ويروي المؤرخ المصري جمال الدين بن تغري بردي في كتابه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" ابتداء هذا الطاعون القاتل في مصر في خريف سنة 748هـ/1347م قائلًا: "كان فيها الوباء الذي لم يقع مثله في سالف الأعصار، فإنه كان ابتدأ بأرض مصر آخر أيام التخضير في فصل الخريف في أثناء سنة ثمان وأربعين، فما أهلَّ المحرّم سنة تسع وأربعين حتى اشتهر واشتدّ بديار مصر في شعبان ورمضان وشوّال، وارتفع في نصف ذي القعدة، فكان يموت بالقاهرة ومصر ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف نفس إلى عشرين ألف نفسٍ في كلِّ يوم، وعملت الناس التوابيت والدّكك لتغسيل الموتى للسبيل بغير أجرة، وحُمل أكثر الموتى على ألواح الخشب وعلى السلالم والأبواب، وحُفرت الحفائر وأُلقِيت فيها الموتى، فكانت الحفيرة يُدفن فيها الثلاثون والأربعون وأكثر، وكان الموتُ بالطّاعون، يبصقُ الإنسان دمًا ثمّ يصيح ويموت، ومع هذا عمّ الغلاء الدنيا جميعها، ولم يكن هذا الوباء كما عهد في إقليم دون إقليم، بل عمّ أقاليم الأرض شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا جميع أجناس بني آدم وغيرهم، حتى حيتان البحر وطير السماء ووحش البرّ".
(اللهم نسألك العفو والعافية)
هذا سرد بسيط لوباء واحد حل بمصر المحفوظة!!!! فى عام واحد وتوجد تواريخ كثيرة لأوبئة فتكت بمصر فى مراحل عديدة
ولايوجد نص ولا تاريخ يشهد بالحفظ لمصر
والحفظ يتم بشئ واحد، فلا أمن للقرى الا بتقوى الله
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون)
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق