ذكريات برلمانية
الحديث عن برلمان 2012" يطول حيث كانت شهوره الأربعة وماسبقها هى أشد لحظات تاريخ مصر إثارة وحريةظهر فيها الرجال وظهر فيها أيضا الأقزام التى لم تستطع الحرية وقتها أن تصنع لهم سيقان كى يتطاولوا مع الرجال لعجز فى مكوناتهم الذاتية
ولكن مع الانقلاب بعض هؤلاء الأقزام، استطاعوا أن يجدوا كرسى فوقفوا عليه يتطاولون كالرجال، وانخدع بهم البعض ولكن حقيقتهم معروفة لم تتغير
برلمان 2012 تفاصيله كثيرة وأسراره كثيرة لايتسع لها المقام الآن
ولكن إلى كل أولئك الساعين للشهرة على حساب الحقيقة، مازالت فيديوهات الجلسات العلنية موجودة ومضابط البرلمان موجودة تثبت كل قول ومن قال وفعل فعل الرجال، ومن كان كالاقزام مختبئ فى كرسيه لم يراه احد، مهما ادعى تأليف الكتب وكتابة المقالات ورئاسة تكوينات
وقد استوقفنى قول احد أولئك الآن بعد تسع سنوات و بعد أن مدح نفسه انه كان ثوريا!!!
كأن الزمان وقتها كانت الرؤية فيه معطلة فلم يعرف احد جهاده الرهيب فى صمته
واخذ يتلاعب بكلمات مرسلة كطبيعته كى يجعل لنفسه مكانا بين الثوار والعقلاء والمعتدلين والشباب والعلماء كأنه اوتى مالم يؤت احد من العالمين من الحكمة!!؟
ثم قفز بحكمته التى لامثيل لها فى العباد إلى ماحدث فى البرلمان من وصف تقييد القسم والحلف على احترام الدستور والقانون الوضعى بما لايخالف شرع الله[ أنها سخافات!!!!]
كان يمكن لمدعى الحكمة زورا أن يقول ان رأيى كان ممكن كذا وكذا طالما أنه يدعى انه له مؤلفات لم يسمع بها احد فى السياسة الشرعية
ولكنه الغرور والكبر وثوب العلمانية الذى لبسه وهو لايدرى
أولا:يجب عند من يتكلم عن السياسة الشرعية أن يعرف ما هو الدستور ويدرس القانون الدستورى وكما كتب أساتذة القانون الدستورى فى كتبهم مثل دسليمان الطماوى ورمزى الشاعر ومحمد الميرغنى وغيرهم لاحصر لهم انه يوجد خلاف لايتقابل بين الدستور الوضعى والشريعة الإسلامية لإختلاف اساسى وجذرى فى المصادر
فمصادر الأحكام في الشريعة الإسلامية تختلف عنها في القانون الوضعي، فمصدر الأحكام في الشريعة هو الوحي المتمثل في القرآن والسنة، وبقية المصادر تابعة للوحي، أما مصادر الدستور والقانون الوضعي فهي بشرية ومرتكزة على نتاج الفكر البشري المجرد.
وعندما يتم تقييد القسم باحترام الدستور والقانون الوضعى بما لايخالف شرع الله فهو ضبط لازم من ناحية الدين فرضه الإسلام و التوحيد والعقيدة الواجب على المسلم
لأنه إعلان عبودية من الإنسان العبد لله ورفض لاعلاء كلمة الإنسان المشرع على الله
{جاء في فتاوى اللجنة الدائمة في جواب سؤال: أرجو إفادتنا عن بعض المسلمين الذين يقسمون بالله على احترام القوانين الوضعية مع أن هذه القوانين تعارض الشريعة الإسلامية، فهل هذا العمل من الأعمال المحرمة، حيث جرت بعض المجالس التشريعية على أن يقسم العضو، عند اختياره على هذا القسم، يرجى بيان الحكم الشرعي في ذلك؟ الجواب : لا يجوز ذلك من غير يمين فكيف مع اليمين؟! ولا شك أنه مع اليمين يكون أشد إثماً.وراجع للفائدة الفتوى: 173891.}
وهذه الفتوى قديمة ومقياس الفتوى ليس اشخاصها ولا مكانهم إنما موافقتها لدين الله
[أتفهم من سكتوا وقتها ولكن من ينتقد ويستخف فهو مضلل]
ثانيا :1_من ناحية السياسة فقد كانت غالبية البرلمان من الإسلاميين وكلهم بدون استثناء حتى هذا المدعى كانوا يخطبون ود الجماهير فى مؤاتمراتهم بالدعوة لتطبيق الشريعة فكان هذا هو ركن عقد الإتفاق مع الجماهير والتى قبلت على أساسه انتخابهم حتى وصلوا إلى الأغلبية وواجب تنفيذه ، ثم هذه هى الديمقراطية حكم الاغلبية
2_ اللغة السياسية الأقوى هو العقد الاجتماعى المؤسس لحالة الجماهير المنتخبة لتلك الأغلبية الإسلامية بسبب برنامجها الإسلامى بغض النظر عن الخلافات التنظيمية فالنكوص عن العقد خيانة لاتليق بالمسلمين
3_السياسة تفرض على العضو تحقيق مبادئه وقيمه والتعبير عنها وهى اساس اتفاقه مع الجماهير والا نقض عقده وخالفه
ومن هذه النقطة تعال إلى قبلة السياسة أمريكا
-حيث عينت السلطات الأمريكية إبراهيم مايك بايكورا، رئيسا لجهاز الشرطة في مدينة باترسون، وعند أداء القسم رفض أن يقسم على الإنجيل وطلب المصحف ليقسم عليه فتم تلبية طلبه ولم يقل الأمريكان الصليبين انه استخفاف .
--وفى ولاية فريجنييا بالولايات المتحدة الأمريكية وليس بالمنوفية رفض وزير التعليم الجديد في ولاية فيرجينيا عاطف القرني ذو الأصول الباكستانية اليمين على الإنجيل وادى اليمين على القرآن الكريم ليصبح بذلك أول وزير في تاريخ الولايات المتحدة يؤدي القسم على كتاب المسلمين ولم يقل احد انه استخفاف ولا مزايدة كما يقول العلمانيون المسلمون
_الأهم عندما انتخب النائب كيث اليسون عضوا فى الكونجرس عام 2007 رفض القسم على الإنجيل واقسم على المصحف وحدثت ضجة فقال الساسة الأمريكان ( وفقا للدستور الأمريكي أن يعبر عن ديانته وأن يمارسها, وبالتالي فلا يوجد ما يعيب في مطالبته بأن يكون قسمه علي المصحف الشريف,)هذا ماقاله ساسة أمريكان والعجيب أن مدعى السياسة الشرعية يستخف ويتطاول لمحاولة إظهار حكمته الواهية!!
وقد تكرر ذلك مع النائبة رشيدة طليب فى 2019 وهى متبرجة رفضت القسم على الإنجيل واقسمت على المصحف فى أول جلسة فى الكونجرس ولم يقل لها احد فى امريكا أن ذلك استخفاف ومزايدة
ولكن أقدار الله تمتحنا بأنواع من البلاء متنوعة منها ان المهزومين الأقزام جلسوا على كراسى ليتطاولوا بها على الحق و على الكبار فى زمن تغيرت فيه القيم والمبادئ ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
ومن المحال دوام الحال
(وإن عادوا عدنا لله)
كتبه :ممدوح اسماعيل
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق