صفحة تاريخ فيها درس وعظة
اعتقال الشيعة للخليفة القائم بأمر الله العباسى
وفك أسره السلاجقة الأتراك
الخليفة القائم بأمر الله العباسى هو الخليفة السادس والعشرين فى الدولة العباسية وتولى الحكم من عام 422هجرية إلى 467هجرية
قال ابن الأثير: كان جميلا مليح الوجه أبيض مشرباً حمرة حسن الجسم ورعاً ديناً زاهداً عالماً قوي اليقين بالله تعالى كثير الصدقة والصبر له عناية بالأدب ومعرفة حسنة بالكتابة مؤثراً للعدل والإحسان وقضاء الحوائج لا يرى المنع من شيء طلب منه.
له واقعة مهمة فى حياته: فقد ضعفت قوة دولته وقامت الدولة البيوهية الشيعية على حدود بغداد حتى تملكت منها بمساعدة الشيعة الباطنية فى مصر وعندما اقترب الخطر ارسل القائم بأمر الله يستنجد بسلطان دولة السلاجقة طغرل بك ولكن البيوهيين شغلوه بقتال فى طريقه وتوجه السباسيرى البيوهى إلى بغداد واعتقل الخليفة القائم بأمر الله فى غابة واعلن الأذان بصيغة الشيعة حى على خير العمل
وفى اثناء الإعتقال ارسل الخليفة مع مرسال رقعة طلب أن تعلق على الكعبة مكتوب فيها :
(إلى الله العظيم من المسكين عبده
اللهم إنك العالم بالسرائر المطلع على الضمائر
اللهم إنك غني بعلمك وإطلاعك على خلقك عن إعلامي
هذا عبد قد كفر نعمك وما شكرها وألغى العواقب وما ذكرها أطغاه حلمك حتى تعدى علينا بغياً وأساء إلينا عتواً وعدواً اللهم قل الناصر واعتز الظالم وأنت المطلع العالم المنصف الحاكم بك نعتز عليه وإليك نهرب من بين يديه
فقد تعزز علينا بالمخلوقين ونحن نعتز بك وقد حاكمناه إليك وتوكلنا في أنصافنا منه عليك ورفعنا ظلامتنا هذه إلى حرمك ووثقنا في كشفها بكرمك فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين)
وفى تلك الأثناء انتصر طغرل بك سلطان السلاجقة على اعدائه وأسرع إلى فك أسر الخليفة ودخل بغداد وقتل السباسيرى واعاد الآذان إلى السنة قال عنه المؤرخون :
كان طغرل بك رجلًا حكيمً عاقلًا رشيدًا كثير الإحسان
و هو القائل
"نحن معشر آل سلجوق أحطنا دائمًا الحضرة النبوية المقدسة، وأحببناها من صميم قلوبنا، ولقد اجتهدنا دائمًا في غزو الكفار، وإعلان الجهاد، ودوامنا على زيارة الكعبة المقدسة".
ويقول: "أستحي من الله أن أبني دارً ولا أبني بجنبها مسجدًا"
أما الخليفة لما رجع إلى إلى داره قال المؤرخون :
لم ينم بعدها إلا على فراش مصلاه ولزم الصيام و القيام وعفا عن كل من آذاه ولم يسترد شيئاً مما نهب من قصره إلا بالثمن وقال: هذه أشياء احتسبناها عند الله ولم يضع رأسه بعدها على مخدة. ولما نهب قصره لم يوجد فيه شيء من آلات الملاهي.
هذه صفحة من التاريخ
للتذكرة :أن تاريخنا حتى فى ضعفه كان فيه حكام عظام
وللتذكرة: ان الأيام دول وان حكم الطغاة لايدوم
وللتذكرة :أن ملاذ كل مسجون إلى الله وإن السجن مهما كان إلى زوال
كتبه: ممدوح اسماعيل
اللهم فرج كربات المسلمين وفك أسر المسلمين وارزقنا بقائدا ربانيا يقود الأمة إلى صلاحها ونصرها وعزتها
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق