ابوبكر الصديق قاهر الليبراليين
فى العام 11هجرى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وتولية ابو بكر الصديق حدث انقلاب كبير فى الجزيرة العربية فقد أعلنت كثير من القبائل العربية خروجها عن الإسلام بالليبرالية تحت دعوى حرية الدين والفكر
إلا فى مكة والمدينة والطائف فقد تمسكوا بالثبات على الإسلام
وقد أعلن قادة الإنقلاب رؤية فكرية شاذة واصطناع زعامات دينية وسياسية كاذبة
وكان هذا اول ظهور لليبرالية ضد الإسلام والذى حكم عليه الصحابة والفقهاء وعلماء الشريعة بالردة عن الإسلام
تقول الموسوعة الأمريكية الأكاديمية: (إن النظام الليبرالي الجديد يضع الإنسان بدلا من الإله في وسط الأشياء، فالناس بعقولهم المفكرة يمكنهم أن يفهموا كل شيء)
وقد تم تعريف الليبرالية الحديثة بعد الظهور البرتوستانتى
انها لا تعترف بهيمنة الدين على الحياة الإنسانية، و تعطي الإنسان حريته المطلقة بالتحلل من قيود الأديان والقيم والأخلاق، فأساس الفكرة قائم على تعظيم العقل الإنساني وماديته، ولهذا ارتبطت عبارة " الفكر الحر"
وهو مالم يختلف عن مافعله العرب فى القرن 11هجرى
ولا مايفعله الليبراليون فى القرن14هجرى
فهم الآن ربما يصلون ولكنهم لايعترفون بالإستسلام المطلق لشريعة الإسلام فى الحكم خاصة وفى القيم عامة
وإذا كانت قبائل العرب وقتها اخرجت كذبا دجالون يدعون النبوة لمحاولة السيطرة على الأتباع برائد فكرى ايدلوجى مختلف عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم
فهو مافعلته الليبرالية والاشتراكية والعلمانية كل منهم اخرج مسيلمة كذاب من مجتمعه يدينون لفكره ورايه بالإتباع ويجعلونه أولى بالإتباع من رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحقيقة ان كلهم مسيلمة الكذاب
وكلهم كما حدث من القبائل العربية يرفضون الخضوع المطلق للإسلام
لكن عندما حدث هذا مع ابوبكر الصديق
، وامتنعوا عن دفع الزكاة
وحقيقته امتناع عن التسليم المطلق للإسلام
وكعادة المثقفين فى كل زمان محاولة التلاعب بالكلام بالحداثة والمعاصرة وتحريف الآيات كى يحققوا هدفهم تفلسفوا كذبا وقتها
و قالوا ان القرآن قال : (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) [ التوبة : 103 ] .ثم قالوا وهم منتفخين بكذبهم لتضليل الجماهير الغارقة فى الغفلة بسبب تلميع القبائل والشهرة والفضائيات للمتحدثين : [فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا]
اى المعاصرة والحداثة توجب التغيير والتحرر من القيود الدينية
فكان الرد الفورى الحاسم للخليفة الأول وصاحب رسول الله أبو بكر لا معاصرة ولاحداثة فى ثوابت الاسلام وقال :
(والله لو منعوني عناقا - وفي رواية : عقالا - كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأقاتلنهم على منعها ، إن الزكاة حق المال ، والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة)
وهو توضيح حاسم
لشهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله
وان اى محاولة الإنقلاب على اسس وثوابت الإسلام تحت اى دعوى واستغلال لظرف الطارئ ستواجه باسلوب واحد هو
القتال
وقال ابوبكر للصحابة عندما راى فى بعضهم رأى لمحاولة التفاهم واللين مؤقتا مع الخروج الليبرالى للقبائل عن الإسلام
فقال ( إنه قد انقطع الوحي، وتمَ الدين، أوَ ينقص وأنا حي؟ أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحقها، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة، والله لو خذلني الناس كلهم لجاهدتهم بنفسي.)
وهو رد حاسم لكل وقت وزمان تخرج فيه اللبرلة تحت دعاوى زائفة للخروج عن الإسلام بدين جديد يعمل الكل فيه بحريتهم مايشاوؤن بدون قيد مستغلين حالة ضعف المسلمين
فقد كان من اسباب ظهور ردة وطمع اللبرلة فى القبائل العربية
وفاة النبى صلى الله عليه وسلم التى احدثت حزنا مزلزلا فى المسلمين يزيد على ذلك ان أبى بكر اخرج الجيش بقيادة اسامة بن زيد للشام كما امر النبى صلى الله عليه وسلم رغم معارضة البعض لخروج الجيش لظهور الردة الليبرالية لكنه قال :
( والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله، ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله )
وعلى الفور بعد أن شيعَ سيدنا ابوبكر الصديق جيش أسامة قام بتنفيذ خطة المواجهة بكل حسم فقد تم الحوار وابلاغ الوفود بخطأ افكارهم وخروجهم عن الإسلام وهم لم يرجعوا بل تحصنوا بالسلاح وقوة قبائلهم وغرهم كثرتهم وقلة المسلمين
ولو تركهم ابو بكر الحاكم والخليفة المسوؤل الأول عن الإسلام والمسلمين وقتها لاستسهل الناس الردة و التحريف فى دين الله كيفما يشاوؤن
وبسرعة القائد الحكيم شرع فى تنفيذ خطة المواجهة
فجعل أبوبكر الصديق كبار الصحابة على منافذ المدينة إلى البادية، ومنهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود
،ولم يكتف بذلك بل اعلن حالة الطوارئ فى المدينة وطلب من أهل المدينة أن يكونوا جميعا جيشا مستعدا في المسجد استعداداً لكل طارئ، وقال لهم بفهم عال مدركا للواقع لتوضيح الخطر وللتعبئة المعنوية :
( إن الأرض كافرة، وقد رأى وفدهم قلة، وإنكم لا تدرون أليلاً تؤتون أما نهاراً وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يأملون أن نقبل منهم ونوادعهم، وقد أبينا عليهم، ونبذنا إليهم عهدهم، فاستعدوا وأعدّوا)
وقد كان فالقبائل المرتدة الليبرالية لم تكتف باعلان افكارها وخروجها عن الاسلام بل حاولت الدخول بقوة عسكرية مسلحة للمدينة لاحتلالها وهدم الإسلام كله
ولكنها وجدت اليقظة المسلمة حراسة قوية قاومتها فولت مدبرة ووصل الخبر الى أبى بكر الصديق
فخرج بقيادة جيش وتعقبهم حتى مكان يسمى( ذى القصة) فهزمهم هزيمة فادحة فكانت اول وأقوى ضربة قاصمة للمرتدين احدثت هزة فى وسط المرتدين وبدات من بعدها انتصارات كبيرة على المرتدين حتى تم اغلاق ملف اللبرلة المرتدة فى جزيرة العرب
(وهكذا الحكم والحاكم المسلم لابد ان يكون قويا حاسما مع الفتن والخروج عن الإسلام مهما كان ضعف الاسباب لأن مهمة الحاكم المسلم أولا حفظ الدين )
وبذلك كان حسم الحاكم لفتنة الردة واللبرلة سببا قويا لوأدها فى مهدها مما حقق بعد ذلك قوة للإسلام وانتصارات وفتوحات فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه بلغت المشرق والمغرب
ولو كان ابوبكر فى زماننا لخرج عليه الناعقون المنافقون المندسون وسط المسلمين انه متطرف ويمارس العنف مع الآخر ومتشدد متزمت هايودينا فى داهية
وان ذلك سيؤلب المجتمع الدولى ونحن قلة ضعيفة
وان من حق الناس حرية الفكر والمعتقد طبقا للميثاق العالمى لحقوق الإنسان ومن شاء فليكفر
وهاهى الأيام تتقلب بالمسلمين فى ضعف وانحراف ليس فقط فى قبائل العرب بل جموع كثيرة فى بلاد المسلمين خرجت بفكر شاذ واراء فاجرة وبدع وتحريف لدين الله متحصنين بقوة الكفار واللبرلة وحرية الفكر
واتباع شخصيات مسيلمة الكذاب الجدد
لإختراع دين جديد
ولكن لا يوجد ابو بكر الصديق رضي الله عنه
كتبه :ممدوح اسماعيل
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق