
لولا الحب ما استقامت الدنيا، لولا الحب ما التفَّ الغصن على الغصن ، ولا عطف الظبي على الظبية ولا حنىٰ الجبل على الرابية ،ولا أمد الينبوع النهر الساعي نحو البحر، ولولا الحب ما بكى الغمام لجدب الأرض، ولا ضحكت الأرض بزهر الربيع، ولولا الحب ما كانت الحياة...
الكلام عن الحب في الإسلام مشوق وقصص الحب في الاسلام كثيره وروعة هذه القصص في أنها تنتهي دوما بالنهاية السعيدة علي عكس المتعارف عليه في أشهر قصص الحب الاخرى والي بتنتهي دائما بالنهاية المأساوية.. ربنا تبارك وتعالي جعل الحب عنوان لعلاقته بخلقه المطيعين له بقوله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)
وده لأن الحب مش بيعمل توازن داخل النفس البشرية بس ده كمان في نظام الكون كله: القمر مش بيغادر كوكبه لأنه في حالة 'ارتباط' دائم به، وكذلك الكواكب مش بتفارق مجموعاتها لأنها في حالة 'انجذاب' دوما. ومن هنا اادر اقلك ان الإسلام لا يحتقر الحب أو يحرمه بل إنه احترم هذه العاطفة النبيلة وحطلها مكانة عالية، وجعل لها ضوابط ,الحب مش معناه انك ترتكب كبيره دى شهوه شيطانية الحب الطاهر المنضبط معليهوش لوم انما بئه اللوم والعتاب على من ينسى في الحب دينه !! أو يضيع خُلقه !!أو يهدم رجولته !! أو يشتري بلذَّة لحظة عذاب ألاف السنين في جهنم !!
خلونا نبدأ مع 'أقوي قصة حب ولى كانت بين النبى والسيدة خديجة كانت هي في سن الأربعين يعني في سن اكتمال عقلها ورشدها، أما محمد ففي سن اكتمال الشباب ابن خمس وعشرين سنة، ويمكن السبب الحقيقي في نجاح الزواج ده والي يبدو غير متكافئ. أن السيدة خديجة كانت تبحث عن الرجولة الكاملة بكل معانيها من أخلاق ومروءة وإيثار وكرم خصال، ازاي حصل الكلام ده نروح للسيده نفيسة الي كانت قريبه من امنا خديجه تحكلنا الى حصل، قالت:
كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة شريفة وكانت صاحبة كرامة وخير، وهي في الوقت ده أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالًا، ومع ان كل قومها كان حريصًا على الزواج منها وطلبوها وبذلوا لها الأموال لكن هي مش عايزه اى راجل والسلام مش علشان غني يبى هتوافق لا، فامنا خديجه ارسلت نفيسه تجس نبض محمد فراحت له قالت له: يا محمد، ايه يمنعك أن تتزوج؟ فقلها: “ما بيدي ما أتزوج به“،لسه شاب وبيبدأ حياته فقالت له: عندى عروسه انما ايه المال والجمال والشرف والكفاءة ايه رايك؟ قال لها: “فمن هي“؟ قالت: خديجة، فقالها موافق فطلعت تجري تخبر امنا خديجه، فأرسلت إليه: تعالى الساعة كذا وكذا، فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، فحضر، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاه عمه حمزه، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي بنت أربعين سنة، أحبت خديجة زوجها محمد حبا ملك عليها كل مشاعرها فكانت تهيئ له كل أسباب الراحة وكانت سخية بعواطفها ومشاعرها وأموالها راضية النفس .
وقضي النبي أجمل أيام العمر مع خديجة في مودة ورحمة وطاعة لله، فلم يتزوج النبي قبلها ولم يتزوج عليها حتي ماتت، كان لها منزلة كبيره في قلب نبينا ومكانه عند الله تعالي أن النبي قال: لم يكمل من النساء الا اربعه مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون'. وبشرها ببيت في الجنة من قصب
يخط الشوق شخصك في ضميري علي بعد التزاور خط زوري
ويوهمنيك طول الفكر حتي كأنك عند تفكيري سميري
فلا تبعد فانك نور عيني اذا غبت لم تظفر بنوري
اذا ماكنت مسرورا لهجري فاني من سرورك في سروري
وحتي بعد وفاة امنا خديجة لم يزده فراقها إلا حب ووفاء لها فكان يثني عليها دائما ويحب الي يحبها وكان يحب يشوف أو يسمع الى بيذكٌره بها وبأيامها العطرة المباركة فكان يذبح الشاه يقطعها أعضاء ثم يبعثها إلي أصدقاء خديجة، في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة، على رسول الله، ففرح وقال: "اللهم هالة!" قالت عائشة فغرت فقلت: " تذكر عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر أبدلك الله خيرا منها؟" فتغير وجهه عليه الصلاة والسلام وزجر عائشة غاضبا: وقال "والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بما لها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء"
والحب يعنى الوفاء ومن وفائه لامنا خديجة الي حصل في غزوة بدر ، لما وقع فى الاسر أبو العاص بن الربيع زوج بنته زينب تزوجها قبل الاسلام، فأرسلت الوفية زينب فداء لزوجها عاوزه تفديه من الاسر، ومن ضمن الفداء قلادة سلسله لابستها لها والدتها خديجةليلة زفافها، فلما رأها رسول الله رق لها رقة شديدة، وتذكر زوجته المباركة الوفية خديجة، وقال لأصحابه: ‘إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا’. فما كان من أصحابه الكرام إلا أن سارعوا بالاستجابة للنبي الكريم، لأنهم رأوا في عين النبي ذكري للوفية خديجة حركت مشاعره، كما أن للسيدة خديجة دينا كبيرا في عنق المسلمين.
وعاش النبي مع السيدة خديجة أجمل أيام العمر، أحسنت صحبته وآمنت به ولم تبخل عليه بمالها وحبها، هو دا الحب الحقيقي وعلشان كده ظلت أمنا خديجة خالدة في قلب رسول الله خديجه كانت المسلمة الاولى والى من بعدها دخل ملايين النساء في الاسلام ياترى انتى دورك ايه؟
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق