الشريف نقيب الاشراف السيد عمر مكر م لانظير لجهاده فى التاريخ الحديث خلال المائتى عام الأخيرة
فقد قاوم ظلم الحكام وجمع بين جهاد الصليبين الفرنسيس والانجليز وانكر المنكر وهاجر فى سبيل الله وتم نفيه وسلب ممتلكاته وامواله وصبر واحتسب
عمر مكرم تلقى تعليمه الدينى فى الازهر فهو شيخ أزهرى
عمر مكرم يمتد نسبه الى النبى صلى الله عليه وسلم من سلالة الحسن رضى الله عنه فهو من الأشراف لذلك هو السيد عمر مكرم
عمر مكرم اصطفاه الله بروح المجاهد الذى يرفض الظلم وكان أمينا شجاعا أحبه الناس فجعلوه إماما لهم
عمر مكرم فى وقته لم تكن توجد الدولة العنصريةالوطنية ولا مصرى ولاتركى ولاسورى
وكأى مسلم وقتها كان يؤمن بالولاء للخليفة العثمانى على فهم دينى من وجوب السمع والطاعة له
من هذه النقاط نتفهم أنه رجل دين شريف لم يكن قائدا عسكريا له جنود وشوكة
إنما رمز وزعيم وشيخ يحظى بحب الشعب فكان جهاده بالكلمة فأنكر ظلم المماليك وطالبهم بالعدل وتحكيم الشريعة
و جاهد الإحتلال الفرنسى ورفض التعيين فى الديوان
وقام بالتحريض والقيادة فى ثورة القاهرة الاولى والثانية
ثم اختفى فى الشام حتى لايقبض عليه الفرنسيس الكفرة وهو واجب شرعى ثم عاد لمصر
قام عمر مكرم رحمه الله بإعلان الجهاد ضد الإنجليز فى حملة فريزر حتى هزيمتها
و يقول الجبرتي يؤرخ ماحدث فى تلك اللحظة الحاسمة : "نبه السيد عمر النقيب على الناس وأمرهم بحمل السلاح والتأهب لجهاد الإنجليز، حتى مجاوري الأزهر أمرهم بترك حضور الدروس، وكذلك أمر المشايخ بترك إلقاء الدروس".
وانظر لمدح الرافعي لعمر مكرم على ذلك بقوله:
"فتأمل دعوة الجهاد التي بثها السيد عمر مكرم والروح التي نفخها في طبقات الشعب، فأنك لتري هذا الموقف مماثلا لموقفه عندما دعا الشعب على التطوع لقتال الفرنسيين قبل معركة الأهرام، ثم تأمل دعوته الأزهريين إلى المشاركة في القتال تجد أنه لا ينظر إليهم كرجال علم ودين فحسب بل رجال جهاد وقتال ودفاع عن الزمان، فعلمهم في ذلك العصر كان أعم وأعظم من عملهم اليوم".
و عندما ظهرت مظالم للوالى الجديد خورشيد لم يسكت انكرها ووقف ضدها وسجل التاريخ له ذلك
عندما التقى السيد عمر مكرم يومًا بعمر بك مستشار خورشيد باشا فوقع بينهما حوار صدع فيه بالحق..
فكان مما قاله عمر بك:
” كيف تنزلون من ولاه السلطان عليكم؟ وقد قال الله تعالى {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59]!!
فأجابه السيد مكرم:
"أولوا الأمر هم العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل، وهذا رجل ظالم حتى السلطان والخليفة إذا سار في الناس بالجور فإنهم يعزلونه و يخلعونه".
فقال عمر بك:
"وكيف تحصروننا وتمنعون عنا الماء والأكل وتقاتلوننا؟ أنحن كفرة حتى تفعلوا معنا ذلك؟".
فقال السيد مكرم:
"قد أفتى العلماء والقاضي بجواز قتالكم ومحاربتكم؛ لأنكم عصاة"
الله اكبر موقف وفتوى يعجز عنه كثير من الشيوخ الذين صدعوا اذاننا بالحديث عن كلمة الحق فلما جاءت اللحظة جبنوا ونافقوا وتخاذلوا
بل تجد شيوخ ورموز يبررون السكوت انه مسلم فليفعل مايشاء وهو تبرير لايعرفه الشرع والدين والفطرة
ويقولوا نحن دعاة لاقضاة ! وطاعة ولى الأمر وان جلد قفاك والممكن والمصلحة والمفسدة والمقاصد
ذلك سقوط لم يعرفه عمر مكرم
لذلك كان المصريون ولم يلوثهم التغريب ولا النفاق يقفون خلف عمر مكرم
(الزعيم الاسلامى وليس الشعبى كما يروج العلمانيون حيث كانت مطالب عمر مكرم الأساسية هدفها اسلامى وهو تحكيم الشريعة فى كل أمر
والفرق بين الشعبى والاسلامى وقتها لم يكن موجود لوحدة الهدف الإسلامى ولكن اطلاق ذلك الوصف الآن فيه فرق حيث الشعبى يلبى مطالب الناس وليس شرطا أن تكون اسلامية )
فى ذلك الوقت كان محمد على دخل مع الجيش العثمانى الذى أرسله الخليفة الذى يدين له كل القوى شعب ومماليك وشيوخ بالولاء
واتوقف مع نقطة هامة أثارت لغطا بجهل من الكثيرين
عندما ظهرت مظالم الوالى خورشيد باشا
رفع عمر مكرم ومعه عددمن شيوخ الازهر أى لم يكن عمر مكرم وحده مطالبهم ضد خورشيد للمحكمة العليا
والمحكمة العليا الشرعية هى التى قررت عزل خورشيد
ورفع الأمر للباب العالى الخليفة مع توصية بمحمد على
أتوقف هنا مع نقاط
1_أن المحكمة لوكان لها رأى غير التوصية بمحمد على كان عمر مكرم سيقبل فالعدل ومصلحة الشعب هدفه
2_أن رغبة الشيوخ وعمر مكرم فى محمد على كانت بناء على معاهدة واتفاق ان حكم مصر ان يحكم بالشريعة والعدل ووافق محمد على
فاستجاب الخليفة وعزل خورشيد وعين محمد على
هل لوكان السلطان او الخليفة عين شخص غير محمد على هل كان سيرفض عمر مكرم؟
بالطبع لا والف لا
لأنه أمر سلطانى من الباب العالى الخليفة الواجب السمع والطاعة
(هنا نقطة هامة لماذا لم يتولى عمر مكرم الحكم ؟
شرح ذلك أن المصريين كلهم كانوا يدينون بالولاء الدينى الروحى للباب العالى كخليفة للمسلمين ومن ثم له سلطة تعيين الحاكم ولم يخرج تفكير عمر مكرم عنهم
ثم ان نقطة الجنسية التى فرضها الاستعمار وسايكس بيكو المصرى والتركى والسورى لم تكن موجودة عندهم وقتها فالكل مسلمون ورعايا الخلافة
ثم الأهم ان عمر مكرم لم يكن عسكريا فلم تكن له شوكة من الجند حتى يقنع السلطان يقدرته على الجهاد والأمن وحفظ البلاد
وهى نقطة هامة جدا نستفيد منها أن الشوكة اى القوة هى التى تفصل فى معايير الحكم والسلطان وليس الشعبية
ثم للدلالة على شرف وأصالة وأمانة عمر مكرم
أنه مع أول مخالفة تظهر من محمد على فى أول حكمه عارضه بقوة وحده وهو الوالى الحاكم
ورفض الموافقة على مخالفاته المالية وفضحه أمام الباب العالى وذلك قبل أن تظهر مصائبه الأخرى
بل زاد أن محمد على طلبه لمناقشة اعتراضه
فكان رد عمر مكرم بكل عزة واباء رفض اللقاء فى القلعة مركز الحكم
وطلب ان يكون اللقاء فى بيت الشيخ السادات مما زاد من غضب محمد على الذى كرر طلب اللقاء
وكرر عمر مكرم الرفض
مما أشعر محمد على بالإهانة
وهنا أدرك محمد على أن قوة عالم الدين الشريف الحر أشد خطرا عليه من أى قوة عسكرية
فعمل على إفساد قوة الأزهر
وعمل على استمالة العلماء وأفسدهم وأضعفهم وهنا كانت أكبر نقطة تحول فى الازهر أن أصبح تابعا للقصر بعد أن كان القصر تابعا له
وظل عمر مكرم رافضا لظلم وفساد محمد على ولم يفكر فى ادنى المفسدتين ولانظرية المقاصد ولا مصلحة الدعوة
فقام محمد على بنفى السيد عمر مكرم 10سنوات الى دمياط ثم الى طنطا وهناك توفى مهاجرا رحمه الله عن عمر بلغ 72عام
وهى أكبر دلالة على عزة شرف ومكانة
السيد المجاهد نقيب الاشراف عمر مكرم
قاوم ظلم الولاة وجاهد الفرنسيس والانجليز وانكر على محمد على ورفض ظلمه وتم نفيه وتجريده من ممتلكاته
ياليت يوجد مثل عمر مكرم الآن
انه المجاهد السيد عمر مكرم
اللهم اغفر له وارحمه وارزقه خير الجزاء فى الفردوس الأعلى
ولايفوتنا ان محمد على لم يتم له الحكم رغم كل ذلك
إنما رسخ حكمه بالقوة بعد مذبحة المماليك حيث ظل 7سنوات لايحكم الوجه القبلى ومناطق كانت تخضع للمماليك ولم يتم له ثبات فى حكمه إلا بعد مذبحة القلعة وتلك قصة أخرى
كتبه ممدوح اسماعيل
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق