هام

بعد إغلاق قناتنا على يوتيوب بسبب تناول الحرب في غزة والتى كانت تحتوى على أكثر من 2 مليون مشترك نؤكد أننا نواصل دعم القضية الفلسطينية حيث يتعرض قطاع غزة لحملة همجية وعسكرية شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وبصورة ترسل عنوانا واضحا لهذه الهجمة أن هذه الهجمة تهدف لتدمير قطاع غزة كليا وتفريغه من سكانه.
مدير الموقع : مفاجاة لمتابعينا ..سيتم انشاء قسم خاص بعظماء الجزائر انتاج مرئي وثائقي وبيان كيفية نهوض هذا الشعب بعد 120 سنة من الإحتلال والظلم والقهر فانتظرونا في عمل سيكون الأول من نوعه ...

صفحتنا على الفيس

المغفلون سبب ضياع الأمة

يتكلم الكثيرون عن افتقاد القوة العسكرية  والخونة كسبب من أسباب السقوط للمسلمين
ولكن يوجد سبب آخر مهم يتم التغافل عنه عمدا
  وهو: المغفلون  
واتوقف مع التاريخ  
عندما أراجع أحداث التاريخ يستوقفنى ويؤلم قلبى بشدة سفوط بغداد وما حدث من مذابح رهيبة للمسلمين على يد التتار فيها. 
وقد استوقفنى أن كثيرًا من الكتّاب يُرجحون سقوط بغداد للعلقمى الرافضى الخبيث وحده، ويجعلون نصيب الخليفة ضعيفا من اللوم.
ولا يُنكر أن مشورة العلقمى كانت سببًا لمصايب، ولكن  صاحب الأمر
 هو  الخليفة المستعصم  كان  شخصية ضعيفة مُغفّلة بحق 
(والخليفة هو الذى اختار ابن العلقمى وزيرا رغم أنه رافضى والخليفة سنى!!!) .
قال ابن كثير عنه: كان فيه لين وعدم يقظة (يعنى ضعيف ومغفل)،
رغم أنه قال أنه كان يحفظ القرآن ويحافظ على الصلاة.
وهنا مربط الفرس فى اختيار القيادة، فصلاح الأشخاص لأنفسهم أما قوتهم وشجاعتهم ويقظتهم ووعيهم 
فهو للأمة. 
والعجيب ما ذكره المؤرخ اليونينى عن اختيار المستعصم خليفة حيث قال:
"كان للمستنصر بالله أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشهامة والشجاعة
وكان يقول: إن ملكني الله تعالى أمر الأمة لأعبرن بالعساكر نهر جيحون، وأنتزع البلاد من يد التتر، وأفنيهم قتلاً وأسراً وسبياً؛ فلما توفى المستنصر بالله
كان يتولى أمر العسكر والقوة فى الخلافة  شخص اسمه  الدوادار واخر اسمه الشرابي وكانا يدركان ومن معهم قوة حسم وذكاء الخفاجى  اخو المستعصم  فقررا ابعاده عن الحكم والخلافة لأنه سيقلص نفوذهم وجعلوا الخلافة  للمستعصم بالله؛ لما يعلمون من لينه وانقياده لهم اى ضعف شخصيته ؛
وهنا وقفة مهمة تشير إلى نقطتين:
الأولى :وجود خيانة للأمة فى ترقية شخص ضعيف للخلافة واستبعاد القويّ اليقظ الشجاع وسط طبول حرب تُدقُّ من المغول؟؟؟؟؟؟!
الثانية: وجود مراكز قوى فى الدولة تعمل لمصلحتها فقط
 ولا تراعى مصلحة الأمة مطلقا (وهو نموذج متكرر فى كل تجمع  جماعة أو دولة حتى الآن حيث تحرص مراكز القوى على أبعاد أصحاب الشخصيات القوية وتولية الطراطير الضعفاء ويلمعونهم بصلاتهم أو بشهادة اكاديمية لاتوضح حقيقة شخصيته كى تتحكم مراكز القوى بالمشهد من خلف الستار  ).
والعجيب أن الناس في بغداد كانوا يرون خطورة  المغول القريبة من الحدود  إلا الخليفة المغفل الغافل
يؤكد ذلك المؤرخ المعاصر للأحداث ابن الطقطقى في كتابه «الفخري»:
 "في آخر أيّامه (المستعصم) قويت الأراجيف (الشائعات) بوصول عسكر المغول صحبة السّلطان هولاكو فلم يحرّك ذلك منه عزما، ولا نبّه منه همّة، ولا أحدث عنده همّا، وكان كلّما سُمع عن السّلطان (هولاكو) من الاحتياط والاستعداد شيء ظهر من الخليفة نقيضه من التّفرط والإهمال
 ولم يكن يتصور حقيقة الحال في ذلك، ولا يعرف هذه الدّولة حقّ المعرفة ... وما زالت غفلة الخليفة تنمي ويقظة الجانب الآخر تتضاعف".
نموذج المستعصم نموذج متكرر، تجد  بعض أصحاب المسؤلية والقادة غافلًا لاهيًا ضعيفًا، والخطر يحيق وهو لا يهتم إلا بنفسه فقط ولا يبالى بمصلحة المسلمين، الشعب والوطن.
ومن أشد مواقف الخيبة التى تكررت حتى اليوم قول المستعصم:
 "لا خوف من المستقبل؛ لأن بيني وبين هولاكو خان وأخيه منكو قآن روابط ودية، ومحبة صميمية لا عداوة ونفرة، وحيث إني أحبهم فلا شك أنهم يحبونني ويميلون إليّ، وأحسب أن الرسل قد بلّغوني عنهم كذبًا،
وإذا ظهر خلافٌ فلا خشية منه؛ لأن كل الملوك والسلاطين على وجه الأرض بمنزلة جنود لنا".
هل يُعقل هذا الكلام والمغول اجتاحوا الأرض حوله وقتلوا وسفكوا ودمروا بلاد المسلمين؟!!!!
(وتتشابه تلك الغفلة مع غفلة كثير من الحكام واعتمادهم على دفع الجزية للأمريكان وسجودهم للنظام الدولى وأيضا عند القادة الإسلاميين وبلاهة تعاملهم مع الطغاة والعسكر واعتمادهم على افكار وأساليب اعتمدها النظام الدولى  لتخدم الطغاة )
ويؤكد ابن كثير فى البداية والنهاية قمة الغفلة للمستعصم عند سقوط بغداد فيقول:
«وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب، حتى أصيبت جارية كانت «تلعب» بين يدي الخليفة وتُضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت تسمى «عرفة»، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي «ترقص» بين يدي الخليفة؛ فانزعج الخليفة من ذلك، وفزع فزعًا شديدًا، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب: «إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم». فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة!»
هل يَتخيّل عاقلٌ أن حاكمًا يرى العدو قد أحاط بالحكم للاستيلاء عليه وهو يزيد الستائر فقط؟!
وهو نموذج لبعض قادة الإسلاميين الذين تُحيط بهم أو جماعتهم الخطوب الشديدة،
ويُبادون قتلا وتشريدا فلا يهتمون إلا بالشكل السياسى أو الإعلامى الذى لا يُسمن ولا يُغنى ولا ينفع..
ورغم أن الأتابك دويدار الصغير والقائد العسكرى سليمان شاه أشاروا على المستعصم بالإعداد للجهاد وأنهم مستعدون للشهادة والجهاد وإعداد الجند وأن المغول لا عهد لهم،
إلا أنه أخذ برأى العلقمى وذهب ذليلا للتفاوض مع هولاكو! 
هل ضربه العلقمى لإكراهه على التفاوض؟
 لا،
إنما ضربته الغفلة والضعف والخور وعدم الصلاحية،
فكان جزاؤه قتل أولاده أمام عينه ووزرائه والشيوخ وسقوط الخلافة وبغداد ليشهد بحسرة وألم نتيجة ضعفه 
ثم ميتة بشعة مهينة بالرفس بالأرجل والخنق وإلقاء جثته فى النهر.
وفى الختام
فى حياة الأمم أحداث ولحظات فارقة، إن لم تكن القيادة على قدر المسؤولية تسببت فى مصائب للأمة وسقطت ألف بغداد. 
فاحذروا من تصدير قيادات فاسدة أو ضعيفة ولايغرنكم تلميع الإعلام والقنوات للبعض فالشعوب المخلصة ليست حقل تجارب لأصحاب الأجندات
ومصائر الناس والأمة ليست لعبة تترك لتجار السياسة وأفلام الدعاية 
كتبه :ممدوح اسماعيل




ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.

رابط الموضوع:



لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

إعلان دائم

تنوه إدارة الموقع إلى أن جميع الأراء والأفكار المطروحه لاتمثل رأي أو وجهة نظر إدارة الموقع وإنما تقع مسؤليتها القانونية على كاتبها .
جميع الحقوق محفوظه . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مصدر الأحصائيات جوجل أنت الزائر رقم:

المتواجدون الأن

بإمكانك أن تقلب الكره بالضغط على زرالفأره أو بتحريك عجلة الفأرة للتكبير لترى المتواجيدن كنقاط حمراء