لاتحزن ايها المظلوم
قصة عالم شهيد وآيات الله فى انتقامه من الظالمين الذين شاركوا فى قتل أحمد بن نصر الخزاعي
قصة ليست للتسلية ولكن للعظة والعلم والعمل والاتباع والثبات ورؤية نهايات الصالح والظالم فى زمن نافق وتزلف العلماء وباعوا دينهم لحكام خونة أضاعوا الدنيا والدين
كلنا يعرف ثبات الإمام احمد بن حنبل فى فتنة خلق القرآن لكن قليل يعرف
اﻻمام أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي ، كان من علماء زمانه فى عهد الخليفة العباسى الواثق وعائلته ذات وجاهة ورياسة و مكانة وثراء
وكان من أئمة السنةالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وكان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق
وكان الخليفة العباسى الواثق من أشد الناس في القول ببدعة خلق القرآن
هنا كان وقف التاريخ يسجل وهو منبهر من شجاعة العالم أحمد بن نصر فى الصدع بالحق والقول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق
ولم يمنعه من كلمة الحق أن الخليفة القرشى والسمع والطاعة له واجبة وهو يجاهد وﻻيوالى اليهود وﻻالصليبين ويقيم الحدود والشريعة ووجب السكوت منعا للفتنة
ولم يفتنه أن عائلته كانت تعده لمنصب الوزارة فيترقب المنصب
فقد كان يرى أن السكوت على الباطل هو الفتنة
وأن الجهر بالحق هو المصلحة الواجبة لمنع المفسدة فى الدين
فاجتمع على دعوته جماعةمن أهل بغداد ، والتف عليه الألوف ،
وتمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض بدعة خلق القرآن
ولكن تسرب الخبر لنائب السلطان وقبضوا على اﻻمام احمد بن نصر وبعض أعوانه
وتم إحضاره لمجلس الخليفة الواثق
وأحضروا له جماعة من الأعيان شهود ، وحضر القاضي أحمد بن أبي دؤادالمعتزلي والعسكر بالسلاح حوله
، فلما أوقف أحمدبن نصر بين يدي الواثق
أراد الواثق ان يستميله فلم يعاتبه على شيء مما كان منه في مبايعته العوام على الأمربالمعروف والنهي عن المنكر وغيره ،
بل أعرض عن ذلك كله
وفى حركة تغرير اسقط كل التهم من قيادة تنظيم والخروج على الحاكم الشرعى وكلها عقوبتها اﻻعدام
وكان اهتمامه فقط أن يأخذ من اﻹمام كلمة واحدة فى خلق القرآن ويتركه لحال سبيله
وكان اﻻمام يعلم ذلك فكان ذلك الحوار الذى سجلته الملائكة للإمام احمد بن نصر وسجله التاريخ
، قال الواثق : (ما تقول في القرآن ؟)
فقال : (هو كلام الله)
قال الواثق : (أمخلوق هو ؟)
قال : (هو كلام الله) .
(وكان اﻻمام أحمدبن نصر قد تيقن أنه سيقتل وباع نفسه لله وارتدى كفنه وشد على عورته مايسترها)
فقال له الواثق : (ما تقول في ربك ، أتراه يوم القيامة ؟)
فقال : (ياأمير المؤمنين قد جاء في القرآن والأخبار بذلك ، قال تعالى : ((وجوه يومئذ ناضرةإلى ربها ناظرة )).
وبينما احمد بن نصر يرد بقوة وثبات على الخليفة .
قطع الواثق الكلام وقال لمن حوله : (ما تقولون في هذا الرجل ؟ )
فأكثروا القول فيه،
(وهنا يحدث شىء عجيب يدل على تحول الأصدقاءوتخليهم عن الصداقة والقيم والمبادئ لصالح منفعة شخصية ظنية فلايتعجب الإنسان إذا ما تخلى عنه الصديق لموقف للحق) فقال عبد الرحمن بن إسحاق - وكان قاضياً على الجانب الغربي فعزل ، وكان صاحب لأحمد بن نصر قبل ذلك - :
(يا أمير المؤمنين هو حلال الدم)!!!!
وقال أبو عبد الله الأرمني - صاحب ابن أبي دؤاد :
(اسقني من دمه يا أمير المؤمنين)
فقال الواثق : لا بد أن يأتي ما تريد
وقال ابن أبي دؤاد : (هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل! )
وهنا يتحول المشهد إلى استباحة القتل
ومع ذلك لم يتراجع أو يهتز الإمام أحمد بن نصر
فقال الواثق :
إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي ، فإني احتسب خطاي ثم نهض بالصمصامة - وقد كانت سيفا لعمرو بن معد
فتقدم وقد ملأ الشيطان عقله وقلبه ببدعته فلماانتهى إلي اﻻمام احمد بن نصر ضربه بها ضربة على عاتقه و ثم ضربه أخرى على رأسه ، ثم طعنه بالصمصامة في بطنه ، فسقط صريعا رحمه الله على النطع ميتا .
(يقول ابن كثير راوى القصة إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمه الله وعفا عنه وأقول أحسبه شهيدا لكلمة الحق )
ثم تقدم السياف فضرب عنقه وحز رأسه وحمله حتى أتى مكان بابك الخرمي فصلب فيها، وفي رجليه زوج قيود وعليه سراويل وقميص، وحمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياماً وفي الغربي أياماً
القصة لم تنته فلها بقية عجيبة
فقد تم تعيين حرس دائمة على جثة الإمام المصلوبة
وكما يفعل إعلام السلطة فى كل زمان فى التشهير وقلب الحقائق ضد صالح ناصح وضعوا في أذنه رقعة مكتوب فيها ( " هذا رأس الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر الخزاعي!!!!!
ممن قتل على يدي عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين، بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن ونفي التشبيه، وعرض عليه التوبة ومكنه من الرجوع إلى الحق ، فأبى إلا المعاندة والتصريح!!!! فالحمد لله الذي عجله إلى ناره ، وأليم عقابه بالكفر ،
يقول ابن كثير تعليقا: وهذا ظلم عظيم وقد كان أحمد بن نصر هذا من أكابر العلماء العاملين القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وسمع الحديث من حماد بن سليمان
ويحيى بن معين ذكره يوما فترحم عليه وقال :
(ختم الله له بالشهادة )
وأحسن يحيى بن معين الثناء عليه جدا
، وذكره الإمام أحمد بن حنبل يوما فقال : (رحمه الله ما كان أسخاه بنفسه لله ، لقد جاد بنفسه له ) .
وهنا يذكر ابن كثير أعجوبة كتبها ولم يكذبها
قال جعفر بن محمد الصائغ : (بصر ت عيني وإلافقئتا وسمعت أذناي وإلا فصمتا ، أحمد بن نصر الخزاعي حين ضربت عنقه يقول رأسه : " لا إله إلا الله "
ويروى ابن كثير أيضا لما جىء برأس أحمد بن نصر ، صلبوه على الجسر ، كانت الريح تديره قبل القبلة ، فأقعدوا له رجلا معه قصبة أو رمح ، فكان إذا دار نحو القبلة ، أداره إلى خلاف القبلة
آية فى عقاب الله للظالمين :
مات الواثق وتولى الخلافة المتوكل وقد نصر الله به السنة وفى يوم ما جلس «المتوكل» ، دخل عليه عبد العزيز بن يحيى المكى ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما رؤى أعجب من أمر الواثق ، قتل أحمد بن نصر ، و كان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن .
فأصاب المتوكل حزن وهم وغم وساءه ما سمعه فى أخيه ،
ثم فجأة يحدث شئ عجيب وآية من الله
يدخل علي المتوكل الذين شاركوا فى قتل اﻻمام شهيد القرآن
دخل أوﻻ محمد بن عبد الملك الزيات
، فقال له المتوكل : يا ابن عبد الملك ، فى قلبى من قتل أحمد بن نصر (يعنى انه حزين يشعر أنه قتل مظلوما)
وبدﻻ من ان يراجع نفسه قال : يا أمير المؤمنين ، أحرقنى الله بالنار ، إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا .
ثم دخل على المتوكل ( هرثمة ) .
فقال المتوكل : يا هرثمة ، فى قلبى من قتل أحمد بن نصر .
فقال : يا أمير المؤمنين ، قطعنى الله إربا إربا ، إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا
ثم يدخل زعيم عصابة البدعة والفتنة ( أحمد بن أبى دؤاد ) ،
فقال المتوكل : يا أحمد فى قلبى من قتل أحمد بن نصر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ضربنى الله بالفالج ، إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافرا .
سبحان الله كما دعى كل واحد منهم على نفسه عاقبه الله بماتمناه
قال المتوكل: فأما الزيات ، فأنا أحرقته بالنار ،
و أما هرثمة ، فإنه هرب و اختفى ، و اجتاز بقبيلة خزاعة ، فعرفه رجل فى الحى ، فقال : يا معشر خزاعة هذا الذى قتل ابن عمكم أحمد بن نصر . فقطعوه إربا إربا ،
و أما ابن أبى دؤاد ، فقد سجنه الله فى جلده .ومات بمرض الفالج
سبحان الله
(ان الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )
ثم يختم ابن كثير قصة شهيد القران فى كتابه البداية والنهاية بتلك القصة
عن إبراهيم بن اسماعيل قال : كان أحمد ابن نصر صاحبى ، فلما قتل فى المحنة ، و صلب رأسه ، أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن ، فمضيت ، فبت بقرب من الرأس مشرفا عليه ، و كان عنده رجالة و فرسان حراسة ، فلما هدأت العيون ، سمعت الرأس يقرأ : " الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون " فاقشعر جلدى
، ثم رأيته بعد ذلك فى المنام و عليه السندس و الإستبرق ، و على رأسه تاج ،
فقلت : ما فعل الله عز و جل بك يا أخى ؟
قال : غفر لى ، و أدخلنى الجنة . إلا أنى كنت مغموما ثلاثة أيام .
قلت : و لم ؟
قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بى ، فلما بلغ خشبتى ، حول وجهه عنى . فقلت له بعد ذلك : يا رسول الله ، قتلت على الحق أو على الباطل ؟
فقال : أنت على الحق ، و لكن قتلك رجل من أهل بيتى ، فإذا بلغت إليك ، أستحيى منك....... .
إنها قصة مقتل شيخ عالم كان ممكن ان يسكت وعنده الثراء والوجاهة ويترخص. ولكن من للحق ؟
إذا سكت العالم أو تكلم تقية وقد أخذ الله العهد على العلماء أن يبينوا الحق للناس
اللهم ثبتنا على الحق كتبه الفقير إلى ربه:ممدوح اسماعيل
( من كتابى العلماء والحكام بين الخيانة والامانة
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق