روى أبو نعيم بن عبدالله الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء قصة لهذا المثل ، يقول فيها بكر بن عبدالله أنه كان هناك ملك فيمن طواهم التاريخ من قبل ، وكان له حاجب يقربه وله يدنيه منه ، وقد كان حاجبًا خيرًا يدعو الملك للإحسان للمحسن والكف عن المسيء .
وكان في بلاط الملك رجل أخر سيء النفس حسود الطباع ، لم يرضه قرب الحاجب من السلطان ، فحسده على ما هو فيه وأوقع بينه وبين الملك ، فسعى إلى الملك وقال له :
إن الحاجب يخبر الناس أنك أبخر ، وأبخر تعني ذو فم كريه الرائحة ، فسأله الملك على دليل صدقه ، فقال له الساعي : حينما تقربه منك لتحدثه فإنه يقبض على أنفه.
وبعدها ذهب الساعي وكاد للحاجب حيلة يوقع بها بينه وبين الملك ، فدعاه للطعام وقدم له المرقة وأكثر بها الثوم ، فلم دعاه الملك ليحدثه وضع يده على فمه لكي لا تصدر منه رائحة الثوم فيشمها الملك وينزعج ومنها
(كان الحاجب محبا للخير للملك لكن المكر لايرحم محبى الخير) ، فلما رآه الملك على هذا الحال ، قال لها تنح جانبًا(ونجح المكر فى خداع الملك )
، ودعا بالدواة وكتاب له كتابًا ، قال اذهب بهذا إلى فلان ، وقدر لها جائزة بمائة ألف
فلما خرج استقبله الساعي(الماكر الباغى) الذي سعي للإيقاع بينه وبين الملك ، فسأله عما معه فقال له هبة وهبني الملك إياه ، فطمع فيها الساعي وطلبها منه ، فوهبه إياها وخرج الساعي فرحًا بالكتاب حتى مر إلى فلان ، فلما أن فتح الكتاب وجد الملك يأمرهم بذبح حامله ، فأخذه يستحلفهم بأنهم مخطئين وأنه ليس المقصود ، ولكن دون فائدة ، وطالب منهم معاودة الملك ، فقالوا : لا يتهيأ لنا معاودته ، وكان في الكتاب : إذا أتاكم حامل كتابي هذا فاذبحوه ، وهكذا على الباغي دارت الدوائر ليلقى جزاء بغيه.
وقد روى سعيد بن منصور في سننه برقم: (1057)
عن رجاء بن حيوة قال:
"إني لفي مسجد منًى إذا قاص يقص،
فقال لي رجاء: احفظ هؤلاء الكلمات،
فإذا القاص يقول: ثلاث خلال هي على من عمل بهن:
المكر، والبغي، والنكث
قال الله(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ) [يونس: 23]
، ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43]،
﴿ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ﴾ [الفتح: 10]..."
وعلى الباغى تدور الدوائر
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق