وقفات هامة :مع الصراع والاسراء والمعراج
فى ذكرى الإسراء والمعراج اجد نفسى هائما فى حب النبى محمد صلى الله عليه وسلم وافكر فى مكانته العظيمة عند رب العزة سبحانه وتعالى ولكنى لا أقف بالاحتفال والكلمات والحلوى إنما أبحث وافهم كى اكون عبدا لله
ومع قراءة ماحدث وسورة الإسراء
أجد نفسى متوقفا مع نقاط هامة جدا
اولا : جاءت رحلة الإسراء والمعراج من مكة فى وقت كان النبى واصحابه مضطهدين يحاربهم كفار قريش بكل قوة
فجاءت تلك المعجزة بعد ما قذفه أهل الطائف بالحجارة وطاردوه لتعلن فائدة :
انه مهما اضطهدك من حولك لدعوتك ومهما كانت الظروف شديدة حولك ايها العبد المسلم و انت ثابت على الحق فمكانتك عند ربك محفوظة عالية
فلا تحزن وكن على يقين بالله وثقة فى تأييده ونصره لك مهما حدث
ثانيا : قال تعالى( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
قال سبحانه وتعالى( بعبده) اى ان تلك المعجزة حدثت لنبينا صلى الله عليه وسلم جسدا وروحا يقظة وحقق اعلى مراتب العبودية لبشر على الأرض
الفائدة: انه كما قال اهل السنة تقع الكرامات للعباد الأولياء الذين حققوا العبودية لله
ثم قوله سبحانه ( ليلا) إشارة الى أن أفضل أوقات القرب من الله واجابة الدعوات والكرامات تتحقق ليلا حيث يقوم العباد المخلصين لله عابدين
ثالثا :المسجد الحرام، إشارة الى أهمية المسجد فى حياة المسلم عامة فمنه كل سعادة لقيادة الحياة، وفيه كل العبادة وخاصة المسجد الحرام الذى فيه قبلة المسلمين فإن ضاعت مكانته كمهبط للوحى فى التشريع والقيادة ضاعت حياة المسلمين وهو الواقع الآن
رابعا:المسجد الأقصى، فيه إشارة هامة إلى أهمية المسجد الأقصى فى التمكين للمسلمين تثبته احاديث كثيرة وان ضياعه من يد المسلمين ضياع للمسلمين وهو الواقع الآن
خامسا:بعد الآية الأولى فى سورة الإسراء، نجد سبعة آيات متتالية تتحدث عن بنى اسرائيل وتمكنهم فى الأرض وزوالهم، وهى إشارة واضحة للصراع والتكاليف الواجبة على المسلمين وأن ذلك مرتبط بالمسجد الأقصى وان احتلالهم للأقصى مرتبط أولا بالسيطرة على من يملك اليد على المسجد الحرام وقد حقق ذلك الإنجليز بهدم الدولة العثمانية ودعمهم ال سعود ولا أعرف كيف لم يتفطن لذلك علماء وقادة المسلمين
خامسا :ثم الآية التاسعة مباشرة فى سورة الإسراء كانت واضحة فى طريق الحل والتعامل مع ماسبق من التمكن والعلو لبنى اسرائيل
قال تعالى (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)
وهو ماعرفه العدو فأبعدوا القران عن الحكم والحياة وحاربوا أهل القران ودعموا الطواغيت وكل حثالة الأفكار من قومية وشيوعية وليبرالية واشتراكية كى لايكون القرآن موجودا بهدى للتى هى اقوم ويمنع ما يريده العدو من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
واخيرا:النبى صلى الله عليه وسلم بعد تلك المنزلة العالية التى لم ينالها نبى ولا ملك مقرب يهاجر وتتم مطاردته ويتحمل التعب والجهد فى سفر حوالى خمسمائة كيلو متر راكبا دابته
ولم يقل أدعو ربى
وانا النبى الأول يحملنى ربى فى ثوان الى المدينة
بل يخطط للهجرة ويأخذ الأسباب
ثم يجاهد العدو فى بدر ويحمل السلاح ويستشهد اصحابه ولم يقل أنا النبى المكرم عند الله الزم بيتى واصحابى وندعو الله ينتقم من الكافرين
أو يكتفى بتعليم المسلمين الحلال والحرام
لم يحدث لابد من تحقيق الولاء والبراء
وجهاد العدو عبودية لله بالعمل والتضحية وليس بالكتب والدروس فقط
ثم كانت غزوة احد وتتم الهزيمة لجيش المسلمين وعلى راسهم النبى صلى الله عليه وسلم بل وتكسر رباعيته
لماذا يتحمل ويخوض ذلك الصراع وهو افضل مخلوق فى البشرية ويكتفى بالدعاء والصلاة؟
ويقول كما تحققت معجزة الاسراء والمعراج تتحقق المعجزات بالنصر على الأعداء
لأنه صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن الأرض عليها عبودية لله فى الصراع القدرى بين الحق والباطل
والصراع له اسبابه وادواته وتكاليفه وان البذل والتضحية والعمل فى هذا الصراع لاعلاء كلمة الله هو العبودية المطلوبة حتى تتحقق الكرامات
فلا كرامات
ولانصر
إلا بعمل وتضحية وجهاد الباطل
اما غير ذلك من تواكل ودروشة وارجاء ولبرلة واعتماد على العدو
فهو الذى مكن بنى اسرائيل واتباعهم العملاء وكل عدو للباطل فى الأرض
وهو الذى مكنهم من المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
اللهم حررهما ومكن للإسلام فى الأرض
كتبه ممدوح اسماعيل
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق