إن ملذات هذه الدنيا عابرة بينما أفراح
الآخرة باقية وأبدية. في هذه الحياة عندما يستمتع الشخص بمتعة ما ، فماهي إلا سوى
فترة قصيرة ثم يشعر بالملل ويشرع في البحث
عن شيء أفضل ، وقد لا يشعر بالاستمتاع به. أما روائع الجنة ، فلا يمل الإنسان من أي
متع فيها ، بل تزداد حلاوتها في كل مرة ينغمس فيها. كما أن هذه الدنيا قصيرة جدًا.
يعيش البشر على هذه الأرض لفترة قصيرة فقط ، وعدد قليل جدًا من الناس يصلون إلى سن
السبعين.
قال الله تعالى: (قُلْ مَتَاعُ
الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ) أما الجنة فيعيش الناس فيها
إلى الأبد. يقول الله تعالى:
(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ
الْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ أُكُلُهَا دَائِمٌ
وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ۖ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ
النَّارُ)(مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍۢ). نعيم
الجنه يفوق كل تصور
إن روائع أهل الجنة من لباسهم وطعامهم
وشرابهم وحليهم وقصورهم ستكون أجمل وأبهى بكثير من متع الدنيا. في الحقيقة لا مجال
للمقارنة ، حتى أصغر مساحة في الجنة أفضل من الدنيا وكل ما فيها. قال النبي 9:(لقوْسٍ احدكم في الجنةِ خيرٌ مِمَّا
تَطلُعُ عليه الشمسُ)
الجنة ليس فيها شوائب
الجنة خالية من كل نجاسات الدنيا. عندما
ناكل ونشرب في هذه الحياة نحتاج الى اخراج الفضلات وما يرتبط بها من روائح كريهة.
من شرب الخمر في الدنيا فقد عقله. المرأة في هذه الدنيا تحيض وتلد ، وهي تتأذى
وتتألم. الجنة خالية من كل هذه الآفات ومن كل شيء تنفر منه النفس: أهلها لا
يتبولون ولا يتغوطون ولا يبصقون. وخمر الجنة كما وصفه خالقه:
( يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة
للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون )
ماء الجنة لا يتعفن ، ولا يتغيّر
(مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ
الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن
لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ
لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ
وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ)
ونساء الجنة طاهرات خاليات من الحيض
والنفاس وسائر النجاسة التي تصيب النساء في الدنيا ، وجميعهن خاليات من البراز
والبول. يقول الله تعالى:وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌۭ مُّطَهَّرَةٌۭ ۖ وَهُمْ
فِيهَا خَـٰلِدُونَ " ولما سال النبي9 كيف يقضي أهل الجنة
حاجتهم قال: " أن بقايا الطعام والشراب تتحول إلى عرق
اجمل من المسك يفيض من أجسادهم. إن ما ذكرته هو مجرد مقارنة لفهم طبيعة الجنة ، ، نعيمها
الكبير مخفى عنا في الدنيا كما قال الله تعالى:(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا
أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الجنة:
لا شيء مثلها
إن روائع الجنة تفوق الخيال وتعلوا فوق
كل وصف إنهم مهما وصفت فان نعيمها لايمكن تخيله ، مهما فرحت في الدنيا فهو لاشيء مقارنة
بأفراح الآخرة. كما ورد في عدة روايات: لا شيء مثل الجنة: كما قال نبينا9(هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز،
ونهر مضطرب، وقصر مشيد، وزوجة حسناء جميلة، وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة،
وحلل كثيرة. سأل الصحابة النبي9 عن أبنية الجنة فأجاب بوصف
رائع:
لبِنةٌ من فضَّةٍ ولبنةٌ من ذَهَبٍ ،
وملاطُها المسكُ الأذفرُ ، وحصباؤُها اللُّؤلؤُ والياقوتُ ، وتُربتُها الزَّعفرانُ
مَن دخلَها ينعَمُ ولا يبأسُ ، ويخلدُ ولا يموتُ ، لا تبلَى ثيابُهُم ، ولا يفنى
شَبابُهُم.
يقول الله تعالى:
(وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ
نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا) إن ما أخفاه الله عنا من لذة الجنة يفوق قدرتنا على
الإدراك والتخيل. قال النبي 9أن الله تعالى قال:
(أعددتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ
رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ ، اقرأوا إن شئتم فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ
مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُونَ)
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق