لم يكن الانجليز الذين اسقطوا الخلافة فى اسطنبول رغم ضعفها الشديد يقيموا فى ذات الوقت دولة اسلامية فى الجزيرة العربية !!
فلماذا ساعد الإنجليز عبد العزيز فى اقامة دولة سعود الأخيرة فى الثلاثينات ؟
الإجابة فى تلك المحاور
أولا :فقد انهمر ظهورالبترول فى جزيرة العرب فكان لابد من ايجاد كيان سياسي تابع للغرب يحفظ لهم مواردهم النفطية
ثانيا : وجود الحرمين هو السبب الأساسى لخطة استقطاب المسلمين فى شكل دينى
تم تقنين حدوده بخطة عبر وضع اتباع لهم يقودون المسلمين لتفريغ عاطفتهم الدينية بدون عمل حقيقى ينصر الإسلام
ثالثا :النظام السياسى
بعد اسقاط الخلافة العثمانية كان لابد من موضعة نظام فى العالم الاسلامى يخدم الغرب فكان تاسيس دولة جديدة
1-ارض هى جزيرة العرب افضل مكان
2_شعب مكوناته مفككة وكلها قبلية
3_نظام الحكم لم يكن يصلح جمع الشتات القبلى فى أرض يوجد بها الحرمين فى نظام حكم تغريبيى كما فعلوا فى الكويت مثلا
ولم يكن ال سعود من قبيلة كبيرة قوية ولا معروفة تاريخيا
فكان ولابد من الشكل الدينى الذى يحفظ المكون القبلى المشتت تحت الولاء الدينى للملك الذى يحكم باسم الدين وليس القبيلة.
وبدات الخطوات بالتنفيذ السريع
عن طريق
1_دعم ريادة الدولة السعودية للعالم الاسلامى كى يكون تحت امرتها روحيا وسياسيا وماليا ليسهل التحكم فى العالم الإسلامى الممزق الضعيف
2__ افراغ الحكم الدينى من الهدف الإسلامى الحقيقى للحكم من سلطان الشربعة والجهاد والولاء والبراء
فكان الحكم بالشريعة غير مدون قانونيا ولامعروف له تقنين فى شكل جامع حتى الآن فكان حكما بالهوى
ومع كل مصائب المسلمين كان الحكم السعودى للإحتواء للمصيبة وتبريدها بتفعيل جمع الأموال لليتامى والأرامل وعدم تفعيل ردة فعل اسلامية لها قدرة على تغيير المصيبة
ومع تبديل الإنجليز بالامريكان تموضع الامريكان فى السيطرة على البترول وال سعود
*********
_ظهر بوضوح الدور الأمريكى فى الحكم السعودى عندما تم استخدام م الحكم السعودى للجهاد الأفغانى بتنسيق مع الأمريكان فى أفغانستان وتحت توجيههم فلم يكن خالصا لتحقيق سلطان الله فى الأرض
ولا تحقيق ازالة النظم المستبدة ونشر التوحيد انما كان لإسقاط دولة السوفيت وتحقيق التفرد الأمريكى الغربى الصليبى بالعالم
(ولايفوتنا الاشارة إلى اخلاص وصدق المجاهدين العرب والمسلمين الذين جاهدوا فى افغانستان)
ومن الطرائف ان التوجه كان ضد الشيوعية والالحاد والاشتراكية فقط وكأن الصليبية والليبرالية والتغريب لم تكن فى حرب ضد الإسلام!!
_وقد فضح الله العمالة للغرب عندما فتح النظام السعودى أبوابه على مصراعيها للجيش الأمريكى لقتل المسلمين فى العراق وتبع ذلك تحالف علنى لايخفى
وعندما ظهر بعض الشيوخ بمعارضة واضحة لتلك العمالة تم اعتقالهم
وتم تقنين الأمركة والتغريب على خطوات حتى وصلنا الى الشكل الأخير الذى خلع فيه ابن سلمان كل ما كان يستتر
به النظام السعودى
نقطة هامة فى الشكل الدينى السعودى
وهى دور العلماء
لم يكن امام ال سعود مع وجود الحرمين والسبق التاريخى لتحالفهم مع محمد بن عبدالوهاب وال الشيخ فى الدولة السعودية الأولى إلا موضعة علماء الدين فى مكانة كبيرة
يتم من خلالها التحكم فى حركة وفكر الشعب القبلى
_عمل النظام السعودى على اعطاء الشيوخ. مكانة وفتح لهم المجال كى يتمسكوا بالفروع والشكل من اللحية والسواك وتقصير الثياب واستغراقهم فى الدخول فى معارك حامية الوطيس فى الخلافات الفقهية وشغلوا الناس بشرك القبور(وهو حق) عن شرك القصور
ولم يكن للشيوخ اى تواجد مطلقا فى تفعيل قوة حقيقية للإسلام فى القرار السياسى
ولايخفى ولاينكر أنه كان بعض من العلماء صادق ومخلص ولاءه لله فقط
وقام بدوره الشرعى فى نشرالعلم والحق كما يجب
وكان لهم دور عظيم فى نشر عقيدة اهل السنة فى العالم واعادة السنة لمكانها فعلا وقولا جزاهم الله خيرا
الا ان هؤلاء تم تصفيتهم عبر مراحل متتابعة لصالح فريق يدين بالولاء لحكم ال سعود اى كان
حتى وصل الأمر أن ساد الفريق الذى سعود العلم والأحكام الشرعية حتى وصلنا للشكل الحالى (الشيخ المتسعود)
واخيرا كما كتبت فى مقدمة المقال لم يكن يعقل ان يتم اسقاط الخلافة فى اسطنبول كى تقام فى الرياض وقد حاول الإنجليز الدفع بعبد العزيز للمطالبة بالخلافة فى الثلاثينات كى تكون شكلا تحت ادارتهم
لكنها مطالبة لم تجد صدى حيث
من هو عبد العزيز ؟
ومن هم ال سعود؟
وماذا فعلوا للإسلام والمسلمين ؟؟؟؟
فقد استحق سليم الأول ان ينال لقب الخلافة ويتنازل له الخليفة العباسى فى القاهرة لما حققه من مجد وجهاد وتضحيات ضد الصفويين وحفظ الحرمين من محاولة البرتغاليين الوصول للمدينة
أما ال سعود فقد كان حكمهم بلا اى سيف لله مطلقا
وسيفهم كان انجليزيا وعلى المسلمين
فتم التخطيط بعمل خليط بين الدور الفاتيكانى الروحى لوجود الحرمين والنظام السياسى المغطى بقشرة دينية كى يتم ولاء للملك الذى ولاءه للملكة فى بريطانيا
والآن تساقطت القشرة التى كانوا يحافظون عليها فى العلم بوضع( لا إله إلا الله محمد رسول الله) فلم يعد لها اى دور فقد انكشف الغطاء تماما علانية عن دولة ال سعود وظهرت مع ابن سلمان على شكلها الحقيقى الغربى الأمنى وتاسس لها نخبتها من المثقفين والشيوخ العملاء
وتم تعويم وتضييع القبلية المحافظة تماما فى برميل الريالات السعودية او السجون والسيف
وظهر دور دولة ال سعود فى دعم كل الطغاة
بعد حوالى 90 عام تعرى الحكم السعودى من كل ماكان يستتر به وظهر على حقيقته عاريا فى ولائه للغرب وهرولته للتطبيع مع اليهو. د
وانكشف الستار عن شيوخ ومثقفين يحللون كل تعرى من ابن سلمان وكل سجود للغرب سياسة وفكر وأخلاق
وهم منتشرون حتى خارج مملكة ال سعود بأسماء مختلفة
وظهر دور السيف الموجود على العلم أنه فقط لمن يجهر بالحق و ينكر الباطل
ولم يكن للسيف عند ال سعود دور أبدا مع اعداء الإسلام
(والله غالب على امره )
كتبه ممدوح اسماعيل
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق