الحمد لله.
أولاً :
يحرم الاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن العمل والدراسة وغيرها ، وهو أشد تحريماً في الدراسة ، لما يحتاج إليه الشاب في تلك الفترة من مزيد عناية بدينه والوقاية من الفتن .
فالذي ينبغي عليك فعله أن تقنع والدك بضرورة الانتقال من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى لا اختلاط فيها ، وتستعين في ذلك بعد الله تعالى بالعقلاء من أهلك : أعمامك وأخوالك ، لعل الله أن يشرح صدر والدك ويوافق على ذلك .
ثانياً :
لا بأس باستعمال التورية والمعاريض في الكلام للتخلص مما قد تقع فيه من حرج ، ولكن بمقدار الحاجة أو المصلحة ، وخاصة مع والدك ، الذي يجب أن يكون ما بينك وبينه قائما على أساس الصدق والمصارحة .
وقد ذهب بعض العلماء إلى تحريم التعريض لغير حاجة أو مصلحة ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وقال النووي رحمه الله :
" قال العلماء : فإن دعَت إلى ذلك مصلحة شرعيَّة راجحة على خداع المخاطب ، أو دعت إليه حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب : فلا بأس بالتعريض".
ثالثاً :
لا يجوز للرجل أن ينظر إلى امرأة أجنبية إلا للحاجة أو الضرورة ، كالنظر إلى المخطوبة ،
ونظر الطبيب إلى المريضة عند الحاجة ، ونحو ذلك .
فعلى الطالب أن يجتهد في غض البصر ، ويشغل نفسه بالنظر إلى الكتاب أو السبورة ، ولا ينظر إلى المدرسة ، ويتأكد المنع إذا كانت المدرسة متبرجة ، تظهر محاسنها وتتزين بأدوات التجميل ، وإذا رأى الطالب من نفسه انزلاقا أو بداية انحراف ، فالواجب عليه الامتناع من الحضور ، فإن سلامة دينه أولى وأهم من الدراسة ، ولا يمكن لعاقل أن يقدم الدراسة على الدين .
وقد سألنا الشيخ عبد الله بن جبرين : ماذا يفعل طلاب الطب في محاضرات المدرسات من النساء ؟
فأجاب : " مثل هؤلاء لا مفّر لهم من هذا ، وعليهم أن يحرصوا على غضّ البصر ، وعلى تحصين أنفسهم والبعد عن المغريات التي توقع في الحرام ، وإذا لاحظ أن نفسه بدأت تنزلق في محرم امتنع عن الحضور " انتهى .
وينبغي نصح مثل هؤلاء المدرسات بتقوى الله ، والتزام الحجاب الشرعي .
أعاذنا الله والمسلمين من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .
والله أعلم .
******************
ساهم فى نشر الموضوع ليكون صدقة جارية لك.
رابط الموضوع:
لاضافة الموضوع في مدونتك او المنتدى:
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق